لُبنان الضعيفة المهتزة
حماستنا وحزننا لما يحدث للبنان جعلتنا ننسي التذكرة بأخطاء لبنان الأزلية
منذ حوالي خمسون عاما اجتمع العرب في أول مؤتمر قمة عربي لاتخاذ موقف موحد تجاه اسرائيل منعا لها من تحويل مياه نهر الأردن وتقرر يومها تكوين رئاسة موحدة للجيوش العربية بقيادة الفريق علي علي عامر وتحديد مواقع المعسكرات علي الحدود المحيطة باسرائيل ليعترض ممثل لبنان وقتها علي اقامة معسكرات علي أرضه بحجة أن بلده تربطه باسرائيل معاهدة عدم اعتداء
وأمام الاصرار اللبناني علي موقفه تهاوي المشروع
لبنان طوال عمره يخطئ خطأ واحد مستمر عليه ولا يتعلم من آثاره أبدا
لبنان دون موقف واضح أو سياسة واحدة تملأ فراغ دولته فهو وقع معاهدة مع اسرائيل وعرقل مشروع محاربة اسرائيل قديما وكان موطئ قدم للناصرية ووهج نور للقومية العربية ثم لحزب الله والنفوذ الايراني وقبله السوري ومحاولات لايجاد نفوذ سعودي فيه منذ سنوات عدة
لم يؤسس لبلاده جيش حقيقي بامكانه مجابهة فرقة اسرائيلية واحدة مدرعة مع أنه ذاق مرارة الغزولبنان لازال يتحفنا يوميا بعجب العجاب في تخبط المواقف
حينما بدأت معارك حزب الله مباشرة طالبت جماعة 14 آذار(مارس) بنزع سلاح الحزب فورا وهو ما دعي حسن نصر الله في تسجيله الي الحديث عن الأخلاقيات الواجبة
وحينما تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي عن ضرورة تهيئة الظروف لعودة سوريا الي المفاوضات في بادرة غير متوقعة وطيبة من حقنا جميعا أن نسعد بها لاخوتنا السوريين خاصة أن الاسرائيليين والأمريكيين طالما رفضوا الجلوس معها علي طاولة واحدة من قبل ولو بالوساطة المصرية شكل كل من وليد جنبلاط وسعد الحريري تحالفهم ضد سوريا ودون أن يقابل سعد الحريري وأمثاله استقبال سوريا لنحو 107 ألف نازح لبناني أثناء الحرب ورعايتها لهم بالشكر تحدثوا عن استفادة سوريا من دماء اللبنانيين والتسبب في مذابح قانا والتقتيل في لبنان وفلسطين والعراق وسرقة النصر من اللبنانيين!!!
ومثل تلك المزايدة الرخيصة جعلت الرئيس الشاب بشار الأسد يخطئ هوالأخر ليخرج منفعلا ويطلق بيان قوي عن أنصاف الرجال
وفي الوقت الذي خرج فيه سعد الحريري مهاجما لحزب الله أداة سوريا علي قوله خرجت بهية الحريري عمته وعضو مجلس النواب اللبناني علي قائمة المستقبل نفس القائمة التي يتزعمها الأول لتعلن"أني وباسم أهالي صيدا أعلن أننا جميعا مع سماحة السيد حسن نصر الله، سندافع عن وحدة لبنان ونحمي مقاومته" وفي الوقت الذي كنا نري فيه تهلل أسارير حسن نصر الله بتصريحاته رأينا الدموع في عيون فؤاد السنيورة
وحينما رأينا أصوات تتحدث عن النصر رأينا ما يفسره أخرون بتدمير شامل واعادة احتلال لجنوب لبنان
الكثير من المتابعيين وبسبب كل ذلك أصبحت تختلط عليهم الأوراق وكل منهم يختلف مع الأخر في من يصدق ومن يعتقد أن له مكاسب وفوائد من تصريحاته أومواقفه المخالفة
في السبعينات والستينات كانوا يقولوا علي لبنان البلد العربي الأكثر انفتاحا وكانوا يقولوا "بامكانك في لبنان تلمس جميع الأطياف والوقوف علي أخر توجهاتها اذا ما هبطت لميدان لبنان وابتعت بعضا من الجرائد.. اذ أنها ملعب الصحفيين وضباط المخابرات والعملاء من كل لون"
لبنان لن تهدأ الا اذا امتلأ الفراغ فيها بمن يمتلك في كلتا يديه الشعب وقوة جيش حقيقية
وقتها فقط لن نستمع الي أصوات وأصداء أصوات لدمي كل منها ينفخ في النيران لأجل مصالح شخصية غير عابئ بمصلحة ذلك البلد .. ووقتها أيضا لن نجد حركات أو أحزاب لدول داخل الدولة
1 Comments:
دعوة لرد الاعتبار للشعب المصري وشهدائه في الذكري الثلاثين لانتفاضة يناير 1977
إرسال تعليق
<< Home